جلست قُبالة نافذتي وتأملت الشوارع وهي تفيض بقطرات المطر.
كان قد فاق الشوق والحنين أقصاه بي لسماع قرع قطرات المطر لزجاج نافذتي حتى تعم السعادة أرجاء مدينتي.
مددت يدي من نافذة غرفتي لمداعبة قطراته المتساقطة وكأني ذلك العصفور الذي جمع عشه على غصنه ليرتاح، وأردت الوقوف تحت قطراته دون الإمساك بمظلة تمنع وصول قطراته.
و أمسكت بقلمي من جديد.
عندما رأيت نقاء المطر تذكرت صفاتي الجميلة التي.
نسيتها بفعل متاعب الحياة والأوقات القاسية وليالي السهر الحزينة.
مع كل قطره سقطت لي معها حكاية.
نظرت إلى شوارعنا وهي تستقبل قطراته بفرح.
رأيت ابتهاج وسرور الأطفال واللعب تحت قطراته.
رأيت كم من الفرحة والأمل الذي يتجدد في البشر وقت هطوله.
صوت قطراته الدافئة عند الهطول كأنها نغمات معزوفة جاءت لتطربنا.
رأيت شوارعنا المزدحمة بالبشر بينما كانت فارغه
وهادئة على غير عادتها السابقة كانت تضج
بالفرحة والبهجة على كل من نشاهده بمركبته
تعتريه الابتسامة والهدوء.
رأيت فرحة الطيور وهي تتراقص بجناحيها المبتلة تحت قطراته.
دائماً سقوط الأمطار إعلان للفرح وتجديد للأمل.
فرحة الأرض بقطراته به تحيا ويكسوها العشب الأخضر وتزهر الأرض من جديد.
قطرات المطر تجلب لنا الهدوء والسكينة.
قطرات المطر موعد لصنع الحياة من جديد.
قطرات المطر شفاء لكل بؤس الحياة الذي أصابنا.
قطرات المطر شعور بالأمان لكل مستقبليها.
المطر يثير الحنين والذكريات لأيام مضت ولن تعود.
كن كالمطر أينما حل نفع يتساقط على قصر الغني
وبيت الفقير لا يفرق بينهما.
عندما أتأمل المطر أهرب من عالمي المظلم
ومستقبلي المجهول إلى عالمي الخيالي الذي
يأخذ عقلي وقلبي بعيداً عن ضجيج الحياة.
تخبرني قطرات المطر قائله:
لا تيأس فخزائن الله أوسع من أحلامك .
ثم ينظر الله لك من فوق سبع سماوات
نظرة رضا تطيب بها أوجاعك وكأنها لم تكن.
السير بمفردك هو السير الأصعب، ولكنه يجعل منك شخصاً قوياً لا يعتمد إلا على الله أولاً ثم على نفسه كوني قوية لأجلك.
دائماً لنا دعوات عند هطول المطر لعلها تكون مستجابه
وكلنا يقين وأمل بالله إنها ستأتي كما نتمنى ثقة بربنا.
……….
بقلم / نور
” بريق اللجين “
noor_allah1@
